الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

بطعم العسل /بقلم عبد الصاحب اميري

قصيدة نثرية

بطعم العسل

عبد الصاحب ابراهيم اميري 

*، 

مضى العمر مسرعا وكأنه  في منحدر

 هاربا من  هول الموت و الخطر

لا يتوقف  العمر لحظة  أن نبدأ رحلته

 مهما علا مقام الآمر  عند البشر 

 العمر كالرصاصة إذ أطلقت  

همها الوصول للهدف

أنتخبت طريقها، يوم صنعها. فهي ليست للعلب، 

 بل هي  للقتل و الاجبار

العمر حاله حال الرصاصة، 

إلا في نتائجها يحدده  العمل و الأقدار 

لم أفهم من العمر شيئا مضى أكثره 

مر  كرمشة عين  ، 

لم أر  فيه ساحلا ولا نهر عذبا

ولا زهرة أحترق لونها ،

ولى عطرها،

ذبلت  من شدة الحر

يمضي  زمني مستعجلا على  عجل

ليقف على مصائب الدهر

لا أدري لمن أشكو همي

للزمن

لأمي

 رمتني في منبع الخطر

تركتني أحارب مدى العمر

**

مضى العمر مسرعا وكأنه  في منحدر

 هاربا من  هول الموت و الخطر

توقف العمر  لحظة عند بائع العسل

لونه الخلاب سحر القلوب كلها  والبصر

فتحت شهيتي. 

أنا لم أستذوق طعم العسل، إلا في النوم

نظراتي التقت بنظرات العسل  خلسة بساعة الصفر

قشعريرة أصابة جسدي 

خفق القلب  يعزف ألحان الحب والهوى 

أبتسم العسل لي كمن أحبني 

أحببته من أول نظرة دون جدل.

ناولني العمر قدحا  من العسل  

أحكم غطاءه بشدة

ما أن لمسه يدي تغيرت لون بشرتي، احمرت، أخضرت، أصفرت وضاع لوني

لم يكن بوسعي إلا النظر

معشوقي عسلي، سيبقى عسلا، سجينا في محبسه يمنع علي تناوله.

 قلبي يخفق له كلما رايته 

لعابي يسيل،

 عيوني تدمع

ألمي حبلى بمزيد من الألم

هذه أقصى سعادتي في عمر  مضى أكثره 

أغازل بها قنينة العسل

عبد الصاحب ابراهيم اميري


***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لبيك ياقدس /بقلم صلاح زقزوق

 لبيكِ ياقدسُ           ********* لبيكِ لبيكِ ...       ياقدسُ لبيكِ أرواحنا تسرى ...      تهفو إليكِ بوركتِ ياقدسُ ...                     ...